أقولها وأمضــــي .................الغش مفسد للعلاقات الإنسانيّة و لا يستقيم مع الإيمان
......................
ظاهرة الغشّ لا يخلو منها مجتمع ، انتشرت انتشار النّار في الهشيم خاصة في دولنا العربيّة والإسلاميّة ، وهي تتناقض مع ما يهدف إليه الإسلام من بناء مجتمع فاضل ، تسوده الأخلاق الكريمة و تشيع فيه الفضيلة فينعم فيه الأفراد بالمعاملات الحسنة ، والأمن والطمأنينة . الغشّ انطواء القلب على الغلّ والحقد و عدم محبّة النصيحة و التظاهر بخلاف ما انطوى عليه القلب من البغض ، وهو مرض خطير وداء عضال وشكل من أشكال التحيّل وقد حرّمه الله لما فيه من مفاسد تفتك بالأفراد والمجتمعات ، وقد تتنوّع أساليبه و تتعدّد مظاهره حتّى لا يخلو مجال من مجالات الحياة إلاّ طاله و ناله ، وقد ورد ذمّ كثير في النصوص الشريفة للغشوش من ذلك قوله عليه الصلاة والسّلام : " الغشوش لسانه حلو و قلبه مرّ " و " شرّ النّاس من يغشّ النّاس " و " الغشّ من أخلاق اللّئام " ، والغشّ على أنواع عديدة ودرجات مختلفة يتفاوت في قبحه بحسب الشيء الذي يتعلّق به ، وإنّ المتأمّل في واقع كثير من النّاس ليجد أنّهم يمارسون صورا من الغشّ في جميع شؤون حياتهم وهي ظاهرة نفسيّة اجتماعيّة خطيرة يقوم فيها الكذب مكان الصدق و الخيانة مكان الأمانة و الهوى مكان الرشد ، واعتبر الإسلام الغشّ جريمة و السكوت عنه خديعة ، وهو صفة ذميمة و فعلة شنيعة و ظاهرة قبيحة ناتجة عن ضعف الواعز الديني و الأخلاقي ، وقد تناول الكثيرون الغشّ على أنّه في المال أو التجارة أو الميزان من ذلك قوله سبحانه وتعالى في سورة المتطفّفين " ويل للمطفّفين - الذين إذا اكتالوا على النّاس يستوفون – وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون " أو كقوله جلّ جلاله في سورة هود : " ويا قوم أوفوا المكيال و الميزان بالقسط و لا تبخسوا النّاس أشياءهم و لا تعثوا في الأرض مفسدين " ، ولكنّهم تناسوا أنّ الغشّ في كلّ مجالات الحياة وعليّ ابن أبي طالب – رضي الهي عنه - نبّه إلى جانب آخر من الغشّ كما جاء في عهده بقوله لبعض عمّاله : " إنّ أعظم الخيانة خيانة الأمّة ، وأفظع الغشّ غشّ الأئمّة " فالمسؤول أو الرئيس في قومه غشّه أشدّ قبحا وأكثر بشاعة من غيره ، و الغشّ أيضا في الامتحانات الدراسيّة والاختبارات و في من ينسب كلام وأقوال النّاس لنفسه و يتشبّع بما لا يعرفه وقد قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : " المتشبّع بما لم يعط كلابس ثوبي زور " ، فهو زور لأنّه قلب للحقائق وادّعاء لما ليس أهل له بالتسلّط على رتب الجادين و المجتهدين فيزيحهم من مراتبهم المستحقّة لهم شرعا وعقلا ، ويظلمهم و الظلم ظلمات يوم القيامة كما قال رسول الله عليه الصّلاة والسّلام .....
كتبها : شاكر السعداوي
لزيارة موقعنا على الفيس بوك اضغط هنا
ليست هناك تعليقات :